..: العلكـة "اللبـان" :..

"إختراعات بسيطه"
العلكـة "اللبـان"
قد يرى البعض العلكة كاختراع لا فائدة لـه ، مع أن كثيراً من الدراسات الطبية توصلت مؤخراً إلى أنها تحوي العديد من المكونات التي تساعد على تقليل البكتيريا في تجويف الفم ، التي تسبب الرائحـة الكريهـة ، كما تمنع نمو الجراثيم المسئولة عن تلوث الأسنان والتهاب اللثـة ..
هذا بالإضافة لأحدث تقرير ورد عنها في مجلة "نيو إنجلاند" البريطانية ، الذي يؤكد دورها الفعّال في حرق أكثر من 11 سعره حرارية في الساعة الواحدة ، مما يساعد من يمضغها على تقليل وزنه .. ألا يدفعكم الفضول الآن لمعرفة تاريخ ذلك الإختراع المفيد والمحبب للملايين ..!
بدأت قصة ظهور العلكة بعد نفي الجنرال المكسيكي "سانتا آنا" إلى مدينة نيويورك الأمريكية ، إثر الهزيمة التي لحقت بجيشه أمام الأمريكيين في تكساس ، كان من عادة هذا الجنرال مضغ مادة صمغية تدعى تشيكل (chicle) ، يتم إستخراجها من لحاء الأشجار ، كان للجنرال صديق يعمل بوظيفة مصور فوتوغرافي ، يدعى "توماس آدمز" ، كان مغرماً بصنع الألعاب ، والأقنعة والأحذية بإستخدام مواد وخلطات يصنعها بنفسه ..
وفي أثناء بحثه عن ماده بديله للمطاط ليستخدمها في هوايته ، قدم له الجنرال المكسيكي هذي المادة التي يمضغها ، إلا أن تجارب "آدامز" باءت بالفشل ، ولم يفي الخليط الذي حضّره من هذه المادة بالغرض ، وبينما هو في معمله ذات يوم ، أثناء إستغراقه في التفكير التقط قطعه من هذا الخليط دون أن يدري ، وأخذ يمضغها ، فاستساغ مضغها ، وخطرت بباله فكرة إضافة بعض المنكهات المستخلصة من عصائر الفاكهة لهذه المادة المطاطية ، فكانت النتيجة مبهرة ، جعلت "توماس" يتوقف عن إنتاج الألعاب والأحذية ، ويفاجئ العالم بإختراع جديد لم يسبه إليه أحد .
في عام 1870 مـ افتتح توماس أول مصنع في العالم لإنتاج العلكة ، كان معملاً صغيراً ، وسرعان ماراجت تجارته ، وأنتج علكة بمختلف النكهات ، أطلق على أول علكة منكهة ينتجها مصنعه الصغير جاك الأسود (Black Jack) ، لأنها كانت بنكهة العرقسوس .
في عام 1880 مـ إبتكر "جون كالجون" الأمريكي طريقة لجعل طعم علكة "آدمز" يبقى في الفم لمدة أطول ، مما ساعد على زيادة الإنتاج ، وأصبح معمل "آدمز" الصغير مصنعاً كبيراً متفرداً بإنتاج العلكة في أمريكا ، ألا أن معظم محلات الحلوى رفضت بيعها في متاجرها ، فسارعت شركة (توتي فروتي) للأتفاق مع "آدمز" على بيعها من خلال ماكينات آليه ، يتم وضعها في أماكن متفرقه من أنحاء البلاد ، مما أسهم في زيادة رواج العلكة كسلعه للناس ، وتجارة لـ "آدمز" .
لك تلقى العلكة في بريطانيا نفس نجاحها ورواجها في أمريكا ، حيث حاول بعض التجار عام 1894 مـ تسويقها في محلات ومتاجر لندن ، إلا أن المحاولات باءت بالفشل ، ولم يتقبّلها الشعب البريطاني ، حتى عام 1911 مـ ، عندما قامت شركة (ريغلي) بإنتاجها ، وحالفتها الحظ هذه المرة بالرغم من رفض جميع متاجر الحلوى بيعها ، كما حدث في أمريكا ، فما كان من الشركة إلا أن قامت بتسويقها عير عربات البيع في الشوارع ، مما ساعد على إنتشارها وإقبال الناس على مضغها .